top of page

إعجاز القرآن

ومن دلائل نبوة النبى صلى الله عليه وسلم وصدقِه القرآنُ العظيم الذى تحدَّى الخلقَ بما فيه من الإعجاز، فإنه دعاهم إلى الإتيان بمثلِه [1] أو بعشر سور من مثله [2] أو بسورة واحدةٍ [3] فعجَز الكفار عن كل ذلك. ولا يشكُّ عاقل أن أعداء النبى صلى الله عليه وسلم لو كانوا قادِرين على الإتيان بمثل ما جاء به لبادَروا إليه لشدة حرصِهم على إبطالِ دعوتِه ونقضِ كلمتِه ولمـَا خرجوا فى ذلك إلى القتال وبَذل بالأنفُسِ والأموال ومفارَقة الأهلِ والأوطانِ بل لكان أيسرَ عليهم الإتيان بسورة قصيرة من مثله فلمَّا لم يفعلوه دلَّ ذلك على عجزهم. قال الله تعالى ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ۝﴾[4]

وقد أقرَّ جمع كبير من المشركين من أهلِ الفصاحة والبَلاغة بإعجازِ القرآن، ولنذكر لذلك مثالًا واحدًا، فقد روى البيهقى في كتاب «الاعتقاد» أن الوليد بن المغيرة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ علىّ، فقرأ عليه آية واحدةً ﴿إن اللهَ يأمر بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذِى القربى وينهَى عن الفَحشاء والمنكَر والبَغى يعظُكم لعلَّكم تذكَّرون ۝﴾ قال: أعِد، فأعاد النبى صلى الله عليه وسلم، فقال: والله ما يقول هذا بشر، وقال لقومه: والله ما فيكم رجل أعلَم بالأشعار منى والله ما يشبِهُ هذا الذى يقول شيئًا من هذا والله إن لقولِه الذى يقولُ حلاوة وإن عليه لطَلاوة وإنه لمثمِر أعلاهُ مغدق أسفلُه وإنه ليَعلو وما يُعلَى وإنه ليحطِّم ما تحتَه.

والله تعالى أعلم

---------------

[1]

قال الله تعالى ﴿فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ۝﴾ سورة الطور / 34

[2]

قال الله عز وجل ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ۝﴾ سورة هود / 13-14

[3]

قال تعالى ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ۝﴾ سورة يونس / 38

[4]

سورة الإسراء / 88

Recent Posts
Archive
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
bottom of page