تجويد القرآن - حكمه والغاية منه
بسم الله الرحمن الرحيم
التجويد هو تلاوة القرآن مع إعطاء كل حرف من الحروف حقَّه ومستحقه من الصفات والأحكامِ
فالغاية من علم التجويد هي إتقانُ تلاوةِ القرآن بالنطق بحروفه محقَّقةَ المخارج ومكتَمِلةَ الصفاتِ وتلطيفُ النُّطقِ بها على كمال هيئَتِها من غيرِ زِيادةٍ ولا نُقصانٍ. والأمَّةُ الإسلامية مأمورةٌ بتصحيحِ ألفاظِهِ وإقامةِ حروفُهُ على الصفةِ المتلقَّاةِ من الأئمةِ القُراءِ المُتَّصلةِ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم. ويبلغ القارئُ هذا الإتقانَ بالأخذِ عن المشايخ المتقِنين بالضبطِ والتَّحرير مع إخلاصِ النيةِ ومُداوَمَةِ التمرين على القراءة. وعلى القارئ أن يحذر الزيادة في المقادير كما يحذر النقصان فيها، قال بعض العلماء: التجويد كالبياض إن قلَّ كان سُمرةً وإن زاد صارَ بَرَصًا
وهل يجب الأخذ بأحكام التجويد بمعنى أن الإثمَ يترتب على ترك مراعاة أحكامه؟ الأمر فيه تَفصيل، لأن ما يدخل تحت علم التجويد قسمان
القسم الأول: ما يتوقف عليه صحةُ النطق بالحرف وإفادةُ المعنى وسلامةُ الإعراب، فهذا واجبٌ لأنه لا بد منه لأن الإخلالَ به يؤدي إلى تغيير الكلامَ وإفساد معناه. فيجب شرعًا إخراج الحروف من مخارجها والإتيان بالصفات التي تُمَيِّزُ الحُروفَ بعضَها من بعضٍ وإظهارُ المُظهَر وعدمُ النقص في المدِّ الطبيعي وعدمُ تغيير إعرابِ الكلمات ونحو ذلك من الأحكام المتعلقة بحقائق الحروف وبنية الكلمة وسلامة الجملة، فمن أخل بشيء من تلك فقد أخل بالواجب
القسم الثاني من أحكام التجويد: ما زاد على ذلك من تحقيق الصفات والأحكام وضبط مقادير المدود ضبطًا دقيقًا ومراعاة المعاني الخفية في الوقوف، فهذا ليس واجبًا شرعًا ولكنه من السنة المؤكدة، قال الله تعالى ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [سورة المزمل / 4] أى اقرأه قراءةً بيِّنة، وعَن يَعَلَى بنِ مَمْلَكٍ أَنَّهُ سَأَلَ أُمَّ سَلَمَةَ عَن قِرَاءَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا هِى تَنْعَتُ قِرَاءَةً مُفَسَّرَةً حَرْفًا حَرْفًا. رواه الترمذي
والله تعالى أعلم