top of page

كيفية تلقِّي القُرآنِ وأدائه

اعلم أنه لا يؤخذ القرآن إلا من أفواه المشايخ الذين ضبطوه وحرَّروه عن مثلهم بالإسناد المتصل إلى الصحابة رضوان الله عليهم. فلا يؤخَذُ القرآن بمجرد النَّظَر في المُصحَف، قال بعضُ السلف: مَن يأخذ القرءان من المصحَف يسمى مُصحَفِيًّا ولا يسمى قارئا، وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم مَن يُرِد اللهُ به خيرًا يفقهه في الدِّين إنما العلمُ بالتعلُّم والفقهُ بالتفقُّه. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن على أصحابه، وقد يَسمع أحيانًا منهم، وكان الصحابة لفصاحَتِهم وبلاغَتِهم إذا سمعوه أتقَنوا قراءتَه بدون حاجة إلى إعادَتِه على مسمَعٍ من النبي صلى الله عليه وسلم كُلَّ مرّة. وأما فيمن جاء بعدهم من القرون، لا سيما في مثلِ زماننا، فلا نضمن أن يقرأ المتعلمُ القرآن كما سمعه من الشيخ بمجرَّد سماعه، لذلك أَلزَموا المتعلم أن يقرأَ على الشيخ، والشيخ يتتبَّعه حتى يُصَوِّبَ له بدِقَّة

والأصلُ في هذه الطريقة المباركَة نجده في السنة النبويَّة الصحيحة حيث قال أبو هريرة رضى الله عنه: كان يُعرَضُ على النبي صلى الله عليه وسلم القرآنُ كلَّ عامٍ مرةً فعُرِضَ عليهِ مرتينِ في العامِ الذي قُبِضَ فيه. والمعارَضة تكون بقراءة هذا مرة واستماع الآخر، ثم قراءة الثاني واستماع الأوَّل، فتكون القراءة بينهما في كل سنةٍ مرتين، وفي سنة وفاته أربع مرات. ولم تكن إعادة النبىّ صلى الله عليه وسلم لأنه لا يعي عن الملَك ما يقول، وإنما الغَرَض هو المبالغة في التثبُّت وتعليمُ غيرِه الصورةَ التي ينبغي اعتمادُها لتلقِّي القرآن وتحمُّلِه عن المشايخ. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم اقرأ عليَّ القُرآن، قلتُ آقرأُ عليكَ وعليكَ أُنزِل، قال: إني أحبُّ أن أسمعَه من غيري. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأُبَيّ بن كعب إن اللهَ أمرَني أن أقرأَ عليكَ ﴿لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب﴾، قال وسَمَّاني؟ قال نَعَم، فبكى أُبَيّ

Recent Posts
Archive
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
bottom of page